جاري تحميل ... يلا نفهم عربى

مدونة تعليمية تختص باللغة العربية نحوا وأدبا وبلاغة ،تتسم بالشرح الواضح مركزة علي المناهج التعليمية المقررة علي طلاب المرحلة الابتدائية و الإعدادية والثانوية .. تحت إشراف الأستاذ / محمد واعر ...مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات متنوعة

لماذا خلق ا لله الشر و الفقر و الظلم و المعاناة و الحروب و الأمراض ؟



 _  كلمة  عن الأخلاق و التربية .. كيف نربي أبناءنا ؟؟؟  مقالة رائعة  عن أخلاق  الشباب ..


 _  كلمة  عن الأخلاق و التربية .. كيف نربي أبناءنا ؟؟؟  مقالة رائعة  عن أخلاق  الشباب .. 



كيف نفهم عمل القدر؟!..


 أ / محمد واعر  اللحامي

لعل من الأسئلة الكثيرة  التي تدور في عقل الناس ولاسيما المسلم .. لماذا خلق الله الشر والفقر والظلم والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في الحروب ؟ لماذا تموت الناس جوعا في إفريقيا؟ أليس الله هو أرحم الراحمين؟ لماذا يمتلئ الكون بكل هذه الأحزان و  المآسي ؟؟؟؟ 
الكل يتمني لو فهم تلك المتناقضات التي ترهق روحه .. وهذا يبدو مستحيلا  .... لأن طلب فهم مثل  هذا  قد حدث فعلًا  قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الآن ،،، ولم يستطع طالب الفهم أن يفهم ،،




ذلك لما سُئل نبي الله موسى عن أعلم أهل الأرض . فأجاب أنه لا يعلم أحدًا أعلم منه ؛ لأنه كان نبى ذلك الزمان... ولكن الله أخبر موسى  أن هناك عبدا من عباده ( اسمه الخضر ) قد آتاه علما لا يعلمه موسى عليه السلام ،، فالله يُطلع هذا العبد على بعض أقداره الخفية التى ربما لا تظهر حكمتها للبشر فينكرون وقوعها على ظاهرها ...  فأراد موسى أن يلتقى بالخضر عليهما السلام ؛ ليتعلم منه ما نقص عنده . مع علو مكانة موسى




 وتبدأ القصة . فالخضر عليه السلام في قصتنا  (يمثل القدر ).. يمثل لطف الله الخفي في حياة الناس.. و الجميل أن  الخضر  قدر يتحرك و  يتكلم .. و  هذا القدر المتكلم  وصفه الله بأنه .. قال تعالي :  " آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " ..  أي أنه قدر رحيم وعليم... ثم يأتي البطل الثاني .  سيدنا موسى عليه السلام الذي يمثل  ( حال البشر )..  ويقول  ( للقدر ) : " هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا ".. يرد القدر :  " إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. " إجابة القدر تظهر محدودية فهم البشر . ففهم أقدار الله فوق إمكانيات العقل البشري ، ولن تصبر  - يا إنسان - على التناقضات التي تراها. فيرد  موسى ( عليه السلام )  بتوهم البشر المعهود في ذاتيته القادرة : " ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا "..  فيرد القدر العالم بقِصَرِ  استيعاب البشر لفهم الأقدار   " فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ".. 





 و يمضي الرجلان .. ويركبان في سفينة لمساكين يعملون في البحر .. ويقوم الخضر بإحداث ثقب في  السفينة .  فيتساءل موسي متعجبًا مستنكرا  عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. " أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا ".. يعتب علي فعل الرجل كما نعتب علي  أقدرنا تماما  .... لماذا جعلتني يارب فقيرًا ؟! لِمَ أنا من البشر يكون مريضًا ؟! لماذا لم أُنجب إلي الآن  ؟!  لماذا تحدث معي هذه المآسي دون غيري ؟! .. أسئلة البشر للأقدار .. يسكت الخضر و يمضي .. والشاهد أن ثقب السفينة  كان شرا  لأصحاب السفينة فقد عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصالحهم و أُغلق باب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ، ومجىء الملك الظالم أن خرق السفينة كان في ظاهره شرا يراد لهم به الخير . لأن الملك لم يأخذ السفينة  ؛ لأنها مثقوبة





ثم يسير  موسى في حيرة مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. " ألم أقل أنك لن تستطيع معي صبرا  ؟"  ألم أقل لك -  يا إنسان -  أنك لن تستطيع أن تفهم الأقدار ..  يمضي الرجلان .. ما هذا ؟!! الخضر الرحيم العليم يقتل الغلام الصغير .. يغضب موسى عليه السلام غضبًا شديدًا .. ويعاتبه بلهجة شديدة   : " أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ". تحول من إمراً إلى نكراً.


والغضب صادر عن نبي أوحي إليه .. لكنه بشر مثلنا .. تقتله الحيرة..  والخضر بكامل الهدوء يؤكد لموسى مرة أخرى " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ".. والحق أن  من  قرأ القرآن يعلم  السبب في قتل الخضر للغلام ، وهو أن الغلام سيكون عاقًا لأمه و أبيه..  قال ( تعالي ) : "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ".. والسؤال الجوهري : هل عرفت أم الغلام السبب ؟ هل أخبرها الخضر ؟.. الجواب : لا ..  و انتبه و ألَّا يغيب عن بالك أن الأم قد انفطر قلبها ،  وأمضت الليالي الطويلة حزنا على غلامها الذي ربته سنينا في حضنها ،، ثم يأتي رجل غريب يقتله و يمضي . شىء غريب ..  الشاهد هنا :  الأم لم  تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول .. وأن الأول سيكون عاقا و سيئا .. فهنا نحن أمام شر عظيم وقع للأم .. ولم تستطع تفسيره أبدا ..




وينتهي المسير  بموسى والخضر إلى القرية البخيلة  .. فيبني الجدار ؛ ليحمي كنز اليتامى..  ونكثر الأسئلة للإيضاح  ،،، هل اليتامى أبناء الرجل الصالح قد عرفوا أن الجدار سيهدم ؟!  لا .. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ؟!  لا  .. هل شاهدوا لطف الله الخفي ؟! .. الجواب :  قطعا لا  .. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟! لا  ..





ثم مضى الخضر ( القدر المتكلم )  بعد أن شرح لموسى ، ولنا جميعا كيف يعمل القدر  ؟؟؟؟؟



وهو أن ما نراه شرا ليس شرا .. لماذا ؟  لأننا لا نرى الصورة كاملة، لذا قال النبي عن الله : " الخير كله بيديه و الشر ليس إليه "  فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم..وهذا  النوع الأول من الأقدار .. ( شر تراه فتحسبه شرا .. فيكشف الله لك أنه كان خيرا ) .. وهذا نراه كثيرا.النوع الثاني من الأقدار مثل قتل الغلام ... (  شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر ) .. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه  أبدا . لماذا قتل ؟!



النوع الثالث من الأقدار وهو الأهم.. ( هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري ) .. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك .. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..



وخلاصة القول :  أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك .. قد تعيش وتموت و أنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة .. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.

وأخيرا :  استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمها.. وكن متسقا مع نفسك  وردد دوما أنك لن تستطيع  لفهم القدر صبرا .... قال  ( تعالي ) : " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "  وبذا تصل لأعلي درجات الإيمان  ، والطمأنينة .. و مَن تفهّم و وصل لهذه الدرجة فليتأكدْ أنه أبدا  لا يهتز بغضب أو سُخط أو خوف  لأي من أقدار الله . خيرا بدت أم شرا.. و علي الإنسان أن يحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة ...." حتى يقول .... "وأدخلي جنتي"
اللهم اجعلها صدقة  لى ولوالدي ولكل من نشرها  بغرض الفائدة .

تحياااااااتي ،،،،،،

أ / محمد واعر المحامي 


 _  كلمة  عن الأخلاق و التربية .. كيف نربي أبناءنا ؟؟؟  مقالة رائعة  عن أخلاق  الشباب ..


 _  كلمة  عن الأخلاق و التربية .. كيف نربي أبناءنا ؟؟؟  مقالة رائعة  عن أخلاق  الشباب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *