- كلمة عن النفاق و المنافقين قصيرة تظهر حال الناس في مصر ( مقال صحفي )
( مــــــــنافق دولــــــة )
بقلم / محمد واعر اللحامي

حول مائدة الحوار اجتمع الأصدقاء الثلاثة ، المحب للدولة ،والمحب للشعب ، ورجل الدين المزيف . يتناقشون في حال الدولة المصرية ، وما آلت إليه . وكلٌ منهم يُدلي برأيه في جرأة وقوة وشجاعة ، والأراء بينهم ذاهبةٌ آيبةٌ ما بين نوافذ المعارضة والتأييد ...
والعجيب ، أنَّ رأيًا واحدًا أخذ أغلبية الإجماع والاتفاق ، وهو أن مَن يقف مدعمًا ومساندًا دولته راجيا لها الثابت ، وآملًا لها الانتقال ؛ هو في نظرهم منافق دولة ......
فقلت : للشعبي إذا كان من يقف بجوار دولته في وقت الاحتياج إليه منافق دولة ، فأنت (منافق شعب ) وخطرك أقوي وأعم وأفسد..؛ وذلك لأنك تدعي حب شعبك ، وترجو له الصلاح والخير ، وتصرخ مناديًا بذاك وتهتف داعيًا لذاك ..
ومع ذلك فإنَّ قولك ينافي فعلك ؛ لذا فأنت منافق لشعبك ، والسؤال : ماذا قدمت من خيرك العظيم لأفراد بلدتك الصغيرة؟ ومتي انتقل - علي الأقل - محيطك علي يديك الطاهرتين نقلة ايجابية ؛ كنت أنت قدوتها وأُسوتها ؟
للأسف إن لم تعرف وجهك الحقيقي . سأعرفه لك .. يا متشدقون بتأخر دولتكم وتخلف إخوانكم ... نحن لم نر لواحدٍ منكم فعلًا ايجابيًا واحد. وأنتم أنتم ...اليوم كما تركناكم بالبارحة . ما عندكم هو كثرة من الأقوال والشعارات والعبارات الرنانة تستقطبون بها ضعفاء الرأي والإرادة.
يا من تنادون بإنقاذ شعبكم من سطوة الظلم والقهر.... مهلًا . فإنَّ ما تفلحون فيه هو إلقاء التهم علي الآخرين ، والمزايدة علي وطنيتهم ، وتفنيدها وتأويلها بما يحلو لكم متماشيًا مع خالص أهوائكم..
أمَّا رجل الدين المتلون . فخيبته وخيمة ومصيبته عظيمة ؛ وذلك لأنَّه ( منافق ملة ) ... وهو أكثر خطرًا بلا شك . وبعيدًا عن الأحداث السياسية . أين أثرك فينا بالأخلاق والتعاملات الإسلامية الطيبة ؛ ونحن بالنسبة لك محل دعوة وهداية ...ألم نسمع منك كثيرًا . أنَّ الإسلام هو الحل ، هو المنقذ ، هو السبيل للرقي والتقدم .... ما رأينا بأم رأسنا شيئًا من ذلك علي يديك الصالحتين - ولن نري - طالما أنك اتخذت طريق الحفَّاظ للدين لا طريق الممارسين للدين . ومن ثَم فأنت خائن لدينك ولربك ونبيك ، تظهر ما لا تبطن ، وتفهم ما لا نفهم وتتعامل بغلظة وتكبر وتشدق وتنظر
لأصحاب المعاصي بدونية وتحسر وتفجع كما لو كنت ستأخذ بدلًا منه أيامًا في جنهم - عِياذا بالله - كما أنكم أنواع كُثر .. وكلٌ منكم يدعي أنه علي جادة السبيل وغيره في تديُّنه أنقص .... ونحن نسأل من منكم لنا السبيل ؟
والحقيقة أننا ما وجدنا في أيٍّ منكم سبيلا لإصلاحنا وتقْوانا.، ما وجدنا غير شعارات ، ولكنها تخرج من خط إنتاجكم مغلفة بالثوب الديني الرقيق .
والحق ، لانُخفي عليكم أنَّا وجدنا كمًا من الكره والضغينة والحقد لبعضكم البعض . فكيف نأمن علي أنفسنا بينكم ؟....أدعوك أيها المتلون الإسلامي أن تجمع عن نفسك إحصائية حب في قلوب من حولك ، ستجد ما لا يسر قلبك ويَقرُّ عينك ...لكن سلْ : لماذا لم تمتلك مساحة في قلوب القربين منك ؟ ساعتئذ ، الإجابة ستُلخصُ لك الكثير والكثير .....

، وفلنتق الله جميعًا . ونترك التحزب والتشرزم ، ونتمسك بحبل الحب والود والإخاء ، ونعمل لهذا الوطن مخلصين له ، لأننا خدمٌ لبعض فإخلاصنا لنا وإهمالنا علينا......
بقلم الاستاذ / محمد واعر اللحامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق