تعليمشعر
عندما صرخ الرئيس / ياسر عرفات من الوضع فى فلسطين فتكلم علي لسانه الشاعر المصري فاروق جويدة بقصيدة عنوانها : لن أسلم رايتي. من أجمل ما تقرأ . .
لن أسلم رايتي ، للشاعر / فاروق جويدة
صرخة من ياسر عرفات
لن تسمعوا صوتي ، ولا صرخاتي ..... ما عاد يجدي النصح في الأموات
من أنتظر في الحرب؟ ! سيف عاجز ..... أم أمة ركعت لقهر غزاة
من أنتظر في الأسر ؟ ! ليل حالك ..... أم أمة سكرت علي مأساتي
من أنتظر في الموت ؟ ! عهد خائن ..... أم موكب للشجب و الصيحات
من أنتظر ؟؟ و العار يسكن أمة ..... كفنتها في القلب من سنوات
من أنتظر ؟؟ . و الدم بين عروقنا ..... يغلي بنار الحقد و اللعنات
إني سئمت النصح من كهانها ..... ما بين عهد كاذب و عظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت ..... لمواكب الطغيان و الظلمات
هي أمة سكبت رحيق شبابها ..... و تشردت شيعا بكل شتات
هي أمة باعت صهيل جيادها ..... للراكعين علي حذاء طغاة
هي أمة حكمت زمام شعوبها ..... بالموت ، والنيران ، و الصفقات
عار علي الوطن العريق تساقطت ..... فرسانه كمدا بلا غزوات
و غدا قبيح الوجه يحمل سيفه ..... متعثر الأحلام ، و الخطوات
أين الطريق ؟ و قد تساقط عزمنا ..... و أسود وجه الكون في نظراتي
إني كرهت الركض خلف هواجسي ..... وأضعت في الزمن البغيض حياتي
خمسون عاما عشت أصرخ : أمتي ..... و مواكب الشهداء بالعشرات
خمسون عاما . و الطغاة أمامنا ..... يترنحون علي ربي الحانات
خمسون عاما في الدروب قضيتها ..... أجري وراء الوهم و النكبات
يا ضيعة العمر الطويل و خيبتي ..... في أمة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل جثتي ..... و تكفن الجسد النحيل صلاتي
هذا المدي قبري ، و تلك نهايتي ..... فالمجد بيتي ، و العلا شرفاتي
أنا صيحة الحق الجسور تفجرت ..... في ظلمة اليأس الطويل العاتي
أنا صرخة الأمل الوليد تحجرت ..... في عين طفل زائغ النظرات
أنا فرحة بين الصغار و بسمة ..... تسري كضوء الصبح في الطرقات
أنا نظرة القدس الحزينة كلما ..... نزفت علي يدها عيون فتاة
قل ما أردت عن البطولة والفدا ..... و اكتب جميل الشعر و الأبيات
لا شئ أغلي من دماء شهيدة ..... بالدم تكتب أروع الصفحات
و الآن نرسم بالدماء طريقنا ..... هل بعد هذا الدم من كلمات
الآن أسمع صوت كل شهيدة ..... قد زينت بدمائها راياتي
الآن أرقب وجه كل شهيدة ..... رفعت جبين القدس في الساحات
قل ما أردت عن البطولة والفدا ..... و أصرخ أمام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي أرضنا ..... و شهادة عندي بألف صلاة
أنا في حصاري الآن أجمع أنجمي ..... و أعيد رسم الكون في لحظات
أنا في حصاري الآن أرصد رحلتي ..... فأري دمانا أروع الرحلات
أنا لست مسجونا ؛ لأن ملامحي ..... سكنت قلوب الناس كالنبضات
أنا صامد في الأرض بين ترابها ..... وسط النخيل ، وفي شذي الزهرات
عند الخليل و خلف غزة كلما ..... لاحت و في يدها الصباح الآتي
أنا صامد في القدس حين تعيدني..... طفلا أحلق في شواطئ ذاتي
أنا صامد في ليل يافا كلما ..... ذابت مآقيها من العبرات
في الأسر أرسم كل يوم صورة ..... وطنا عنيدا شامخ الرايات
هذا صلاح الدين يسمع صرختي ..... و يطل من بين الظلام العاتي
أنا يا صلاح الدين خلفك لا تخف ..... فلديك شعب واثق الخطوات
قم يا صلاح الدين وأنظر إننا ..... نرمي حمي الشيطان بالجمرات
قم يا صلاح الدين وأسمع أمة ..... تبكي علي أمجادك العطرات
صافحت جلادي و قلت لعلني ..... يوما سأطوي غربتي و شتاتي
و حلمت بالزمن الجميل و حوله ..... وطن يلملم أخوتي ، وبناتي
ورضيت أن أمضي حزينا ساخطا ..... و هواجس السوداء في خفقاتي
شاهدت خنزيرا يضاجع قدسنا ..... و يطوف سكرانا علي البارات
كانت مآذنها تئن و تشتكي ..... و تهيم بين اليأس و الحسرات
وأفقت من حلمي رأيت مدينتي ..... صارت كنهر الدم في لحظات
يا خيبة الأحلام حين يصيبنا ..... سهم الخداع وخسة الغايات
يا أيها الخنزير إني صامد ..... جبل أمام القهر و الأزمات
أفعل بنا ما شئت بين قبورنا ..... طفل سيولد فوق كل رفات
يا أيها الوحش الكبير تناثرت ..... في راحتيك جماجم الأموات
تلقي علينا الموت كل دقيقة ..... ما بين جوعي عندنا و عراة
مازلت تسكر من دماء صغارنا ..... و تدور منتشيا علي الشاشات
بغداد مازالت تلم جراحها ..... و دماء قتلاها علي الطرقات
كابول تزأر في أنين صلاتها ..... و تطارد الشيطان في الحانات
يا دولة البغي الطويل تمهلي ..... هذي الشعوب تفور بالثورات
أما أنا سأظل وحدي صامدا ..... وسط الخراب و لن تلين قناتي
وطني الذي يوما جننت بحبه ..... ما زال حلمي . قصتي . مأساتي
قد عشت أحلم أن أموت بأرضه ..... و يكون آخر ما طوت صفحاتي
إني أراه يطل من عليائه ..... مثل الجبال الشم في النكبات
فإذا تواري الوجه عودوا واسمعوا... في كل فاجعة صدي كلماتي
و لتذكروني كلما لاحت لكم ..... في ظلمة الوطن الحزين حياتي
سيطل طفل من رماد بيوتنا ..... و يطوف فوق القدس بالرايات
يا رب هل تقبل شهيدا يرتجي ..... منك الشهادة عند كل صلاة
اجمع بعين القدس يوما أمتي ..... و انثر علي أرض الصمود رفاتي
ولتنثروا جسدي علي أرض الهدي.... في القدس . في سيناء . في عرفات
صلوا علي الجسد النحيل وأغلقوا.... عيني علي الوطن الحبيب الآتي
و لتدفنوني يا رفاقي واقفا ..... لن ينحني رأسي لقهر طغاة
فأناالصمود أنا الشموخ أناالردي ..... أنا لن أسلم رايتي لغزاة
من مختارات الأستاذ /
محمد واعر اللحامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق